ما هي شروط العقيقة وحكمها وكيفية توزيعها؟

ما هي شروط العقيقة؟

من الواجب على المسلم اتباع الهدي النبوي في كل ما يخص حياته، فالنبي صلَّ الله عليه وسلم أمر بذبيحة تُذبح للمولود، وهي العقيقة، ولكن ما هي شروط العقيقة؟ وكيف توزع؟

وكيف يُمكن أدائها عن الذكر والأنثى؟ وهل هي واجبة على كل مسلم؟ كل هذه الأمور من الواجب على المسلم معرفتها لأدائها حق الأداء وإتباع أمر النبي صلَّ الله عليه وسلم.

ما المقصود بالعقيقة ولماذا سُميت بهذا الاسم؟

المقصود بالعقيقة في اللغة: أنها هي الشق، أو القطع، وهي تحمل أكثر من معنى:

أما معنى العقيقة في الاصطلاح: هي ما يتم تذكيته عن المولود عند حلق شعر رأسه وذلك شكرًا لله تعالى على نعمه.

وسُميت العقيقة بهذا الاسم لأنه يتم حلق شعر المولود عند الذبح، وقيل ربما سموا الأمر باسم غيره، أو بالسبب المؤدي إليه، لذلك سُميت الشاة بالعقيقة لما يحدث من عقيقة الشعر، وقد تكون سُمت بذلك لأنه يتم شق حلق الشاة عند الذبح.

وبعد أن تعرفنا على المقصود بالعقيقة فمن الواجب على المسلم معرفة ما هي شروط العقيقة؟ وما هي أحكامها؟ ومشروعيتها في الإسلام.

ما هي مشروعية العقيقة في الإسلام؟

العقيقة مشروعة في الإسلام منذ عهد النبي عليه صلوات ربي وسلامه عليه، إلى عصرنا هذا لما جاء عن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم حيث قال: “كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه، ويحلق ويسمي”. سنن أبي داود (2838).

كما جاء عن سليمان بن عامر أنه سمع رسول الله صلَّ الله عليه وسلم يقول: “مع الغلام عقيقته، فأهرقوا عنه دما، وأميطوا عنه الأذى” البخاري (5471).

وبعد أن تعرفنا على مشروعية العقيقة في الإسلام فمن الواجب معرفة ما يتعلق بأحكام العقيقة، وحكمها في الإسلام، بالإضافة إلى ما هي شروط العقيقة؟ فعلى المسلم أن يكون على علم بكل ما يخص دينه.

حكم العقيقة

وبما أن العقيقة من الأمور التي فعلها رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، وحث على فعلها، فمن الواجب معرفة ما هي شروط العقيقة؟ وما حكمها في الإسلام؟ حيث أن ورد في حكم العقيقة أكثر من قول، ومن هذه الأقوال الآتي:

القول الأول

أنها واجبة، وأستدل أصحاب هذا القول بأحاديث الرسول حيث قال فيها رسول الله “فأهرقوا عنه دمًا” وهنا الكلام بصيغة الأمر، والأمر يلزمه الوجوب.

كما استدلوا بفعل النبي صلَّ الله عليه وسلم حيث ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم عقَّ عن الحسن والحسين كبشاً كبشاً. صحيح أبي داود (2841).

القول الثاني

أنه سنة مؤكدة، وهذا ما ذهب إليه الجمهور، وأدلتهم في ذلك هي نفس أدلة من قال بالوجوب، ولكنهم صرفوها من الوجوب إلى الندب، حيث توجد قرينة صارفة، وهذه القرينة هي قول رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: “من أحبَّ منكم أن يَنسُك عن ولده فليفعل” مسند أحمد (23135).

القول الثالث

فهو المباح مع الكراهة، واستدل أصحاب هذا القول أنه عندما ولدت السيدة فاطمة رضي الله تعالى عنها قالت: يا رسول الله ألا أعق عن ابني؟ قال: “لا، ولكن احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره وَرِقًا” أو قال “فضة”. مسند أحمد (27183).

وقال الإمام البيهقي في ذلك: “تفرد به ابن عقيل، وهو إن صحَّ فكأنّه أراد أن يتولى العقيقة عنهما بنفسه، كما رويناه، فأمرها بغيرها وهو التصدق بوزن شعرهما من الورق”.

شروط العقيقة

ومن خلال موقع البوابة يمكمك معرفة كل ما يتعلق بالعقيقة من حيث مشروعيتها وحكمها، وما يتعلق بـ ما هي شروط العقيقة؟ حيث اتفق العلماء على أن ما يجزئ في العقيقة في الغالب هو ما يُجزئ في الأضحية، ومن هذه الأمور الآتي:

أولاً: الجنس

ورد في هذا الأمر أكثر من قول، فمنهم من قال أن حكم الجنس في العقيقة هو حكمها في الأضحية، وهي أي نوع من بهيمة الأنعام الثمانية التي تم ذكرها في سورة الأنعام، أي الإبل، والبقر، والضأن والمعز ولا غير ذلك، وهذا قول الجمهور.

أما القول الثاني فيما يخص جنس العقيقة هو أنه يكون من الغنم فقط ولا يُجزئ غيره من الأنعام، واستدلوا بذلك ما جاء عن ابن أبي مليكة حيث قال: نفس لعبد الرحمن بن أبي بكر غلام، فقيل لعائشة: يا أم المؤمنين عقي عنه جزورا، فقالت: معاذ الله، ولكن ما قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: [شاتان مكافئتان].

ثانيًا: السن

ذهب أكثر العلماء أن ما يُجزئ الأضحية في السن من بهيمة الأنعام، هو ما يُجزئ العقيقة، فيجب أن تتم الشاة سنة لكي يتم أخذها للعقيقة، والبقر يجب أن تتم سنتين، والإبل خمس سنين.

ثالثًا: الخلو من أي عيب

وذهب إلى ذلك جمهور العلماء، حيث قال ابن عبد البر أنه يُجتنب في العقيقة من العيوب ما يُجتنب في الأضحية، أي لا يجوز فيها العوراء، أو العجفاء، ولا مكسورة القرن، أو المريضة.

ما هو مقدار العقيقة، ومتى يتم أدائها، ومن المسؤول عن تأديتها؟

ورد عن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم أنه يُذبح عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة، حيث جاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: “أن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم أمرهم أن يعق عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة” سنن الدارمي(2009).

مع الالتزام بشروط العقيقة، كما تعرفنا على ما جاء في ما هي شروط العقيقة؟ من حيث السن والجنس والخلو من العيوب.

أما بالنسبة لوقتها فهي بداية من اليوم السابع لولادة المولود، فإن لم يتيسر ذلك ففي اليوم الرابع عشر، وإن لم يتم في ذلك الوقت يُمكن أدائه في الحادي والعشرين، وذلك لقول رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: “العقيقة تذبح لسبع، أو لأربع عشر، أو لإحدى وعشرين” الطبراني في المعجم الأوسط (4882)، وإلا في الوقت الذي يتيسر فيه الحال دون تحديد.

الذي يقوم بأداء العقيقة هو من يجب عليه الإنفاق على المولود حيث يقوم بأدائها من ماله الخاص وليس من مال المولود، وإن أراد من لا تلزمه النفقة أدائها يجب أن يأذن له من تلزمه النفقة.

كيف تقسم العقيقة؟

بعد أن تعرفنا على ما هي شروط العقيقة، يجب أن نتعلم كيفية توزيعها، وأدائها، وهي كالتالي:

ذهب مجموعة من العلماء إلى أن العقيقة تُقسم مثل الأضحية على ثلاثة أقسام حيث قال الإمام أحمد: نذهب إلى حديث عبد الله: “يأكل هو الثلث، ويطعم من أراد الثلث، ويتصدق على المساكين بالثلث”.

والبعض قال: تجعل نصفين، يأكل نصفًا ويتصدق بالنصف.

وقال ابن قدامة: لنا ما روي عن ابن عباس في صفة أضحية رسول الله صلَّ الله عليه وسلم حيث قال: “ويطعم أهل بيته الثلث، ويطعم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق على السؤال بالثلث” المغني (380/13).

وهذا فيما يخص الأضحية أما العقيقة فلا يوجد دليل على أن هناك شروط في توزيعها، سواء ثلاثة أقسام أم نصفين أو أن يأكلها كلها، أو يتصدق بها كلها، أو يقوم بعمل وليمة عليها، ولكن الراجح والأفضل هو أن يجمع بين الصدقة منها، وبين الأكل.

Exit mobile version