سورة لفك الكرب والفرج
القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل، فمن تعمق في دراسة القرآن الكريم سوف يجد أكثر من سورة لفك الكرب والفرج يستطيع المسلم أن يقرأها ويتمنى من الله فك الكرب.
الإنسان هو كائن كثير الابتلاء، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يبتلى المرء على قدر دينه”، فالمسلم المبتلى يجب أن يصبر على ابتلاءه ويحتسب الأجر عند الله.
سورة لتفريج الهم وتيسير الأمور
يوجد في قرآننا الكريم أكثر من آية وسورة إذا قرأتها وكنت مهمومًا ومكروبًا فرج الله همك وفك كربك وقام موقع البوابة بتوضيح هذه السور والآيات الكريمة مثل:
سورة الفاتحة
فهذه السورة العظيمة هي أم الكتاب وقال الله تعالى في حقها لحبيبه ومصطفاه محمد صلى الله عليه وسلم: “ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم” فالتأكيد على عظمة نزولها جاء على هيئة ذكر الخاص بعد العام للتأكيد على فضل وقيمة تلك السورة العظيمة، كما تعد سورة لفك الكرب والفرج.
فيقول الله تعالى فيها: “بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين”.
آية الكرسي
فتوجد آية الكرسي في سورة البقرة تلك الآية العظيمة التي صدر في حقها الكثير والكثير من المجلدات والكتب عن فضلها عند الله عز وجل فهي تقوم بشرح الذات الإلهية وكيف هو الله، ولأن من آداب دعاء الله عز وجل ذكر عظمته ووحدانيته وذكره بالصفات العظيمة فلا يوجد أعظم من الصفات التي قالها الله عن نفسه في تلك الآية.
ولهذا فقد صدر عن منبر الإسلام في العالم كله الأزهر الشريف أن قراءة آية الكرسي تفك الكرب وتزيل الهم والضيق، ويجب قراءتها كثيرًا صباحًا ومساءًا وهي من أذكار الصباح والمساء التي إذا داوم عليها المسلم كان محميًا من وساوس الشيطان وكان هذا المسلم في حفظ الله ورعايته، ولم يصبه هم ولا غم ولا كرب.
فتقول هذه الآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم: “الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم”.
سورة البقرة وآل عمران
هاتان السورتان هما الزهراوين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما: “اقرؤوا الزهراوين البقرة وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكل سورة من كلتا السورتان هي سورة لفك الكرب والفرج للمسلم يوم القيامة فصاحبهما سوف يكون له حجة عند ربه وقد يدخلانه الجنة، وتحتوي سورة البقرة على العديد من القصص والمواعظ لعدد من أنبياء الله على رأسهم كليم الله سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
كما جاءت آخر آيتين في سورة البقرة من أذكار الصباح والمساء فمن قول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: “آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون” إلى قوله تعالى: “أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين” لذا يجب على كل مسلم قراءة كلتا الآيتين في كل صباح ومساء حتى يكشف الله عنا الغمة وما ألم بنا.
وذكرت سورة آل عمرن ما حدث للعذراء مريم رضي الله عنها وكشفت السورة ما ألم بها من بلاء عظيم وكيف كشفه الله وأصبحت آية للعالمين وأنجبت بني الله عيسى عليه السلام ولهذا صنفت سورة لفك الكرب والفرج.
سورة الانشراح
أكد العلماء أن سورة الانشراح هي سورة لفك الكرب والفرج ففيها شرح الله صدر رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: “ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك فإن مع العسر يسرًا إن مع العسر يسرًا فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب”.
سورة الفتح
سورة الفتح نزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حتى تسعده وتبشره بفتح مكة فقال الله تعالى في أول السورة بسم الله الرحمن الرحيم: “إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا، ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطًا مستقيمًا”، ولهذا صنفها العلماء أنها سورة لفك الكرب والفرج.
فبعدما حدث من أحداث كثيرة قبل صلح الحديبية وأثناء الصلح كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أن الله تعالى لن يخزيه أبدًا، وأن الله سوف يبدل الهم والكرب الذي شعر به الصحابة الكرام لفرج من عند الله ألا وهو رجعوهم إلى ديارهم في مكة المكرمة وحج بيت الله الحرام، لذا نزلت سورة الفتح لفك كرب المؤمنين عليهم رضوان الله.
وقد ذكرت سورة الفتح أيضًا قول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: “هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانًا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليمًا حكيمًا”، فهذه السكينة يجب أن يتحلى بها كل مسلم ومسلمة عن طريق اتباع أوامر الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم.
سورة الرعد
أكد الله تعالى في سورة الرعد العظيمة الذي أنزلها الله على نبينا المصطفى العدنان محمد صلى الله عليه وسلم على ذكر الله تعالى بمختلف أشكاله وأنواعه يهدي القلوب ويشفي النفوس ويزيل الهم ويطمئن القلب ويسكن الجوارح ويكشف الكرب والفرج فقال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: “الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.
سورة يوسف
فقصة سيدنا يوسف من القصص القرآنية التي فسرها الله في قرآنه الكريم في سورة كاملة بترتيب أحداثها، ولم يفعل ذلك مع نبي آخر من الأنبياء حتى سيدنا موسى الذي هو أكثر نبي ذكر في القرآن الكريم، وذلك من أجل أن نعرف ماذا حل بسيدنا يوسف وكيف ابتلاه الله عز وجل ابتلاءات كثيرة.
ولهذا صنفها بعض العلماء أنها سورة لفك الكرب والفرج، لشرحها ما مر به سيدنا يوسف عليه السلام من كرب وهم إلى أن فرج الله عنه وأرضاه، واحتوائها على المواقف الصعبة التي مر بها سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام من إخوته وزوجة العزيز والسجن إلى أن فك الله كربه وجمعه بأبيه وإخوته وارتقى ليصبح وزيرًا على خزائن الأرض.
وكشفت هذه السورة الجميلة في تلاوتها أن أفضل وقت للدعاء هو في جوف الليل لقول سيدنا يعقوب لأولاده: “قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين، قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم” وفسرها بعض العلماء أنه سوف يستغفر ربه حين يكون قائمًا يصلي في جوف الليل وحيدًا.
كما قال الله تعالى في نهاية السورة عن الكرب والفرج بسم الله الرحمن الرحيم: “حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين”، فنستفيد أن مهما عانينا من هم وكرب فإن الله تعالى لن ينسانا وسيكشف بإذن الله هذا الكرب ويزيل الغم.
بعض السور الأخرى التي تساعد على فك الكرب والفرج
كما تحدث علماء التفسير والقرآن عن فضل قراءة سور الشمس والليل والتين أن كل واحدة من تلك السور هي سورة لفك الكرب والفرج فإذا كنت في كرب وتتمنى من الله أن يزيل ذلك الكرب ويفرج فعليك بقراءة هؤلاء السور باستمرار، ولا تجعل لسانك غير مردد للقرآن ولا بذكر الله كثيرًا.