أنواع الإنفاق في سبيل الله
من المرتكزات الأساسية التي يقوم عليها الدين الإسلامي هو الإنفاق في سبيل الله ومؤازرة الغير ومساعدة من هو بحاجة إلى مساعدة ومد يد العون لمن هو أهلاً لها، لذلك سنتعرف على أنواع الإنفاق في سبيل الله.
جعل الله للفقراء حق في أموال الأغنياء، ويعد الإنفاق في سبيل الله من المرتكزات الأساسية التي يقوم عليها البنية التحتية للمجتمع المتكامل وجعل الله فريضة الزكاة ركن من أركان الإسلام.
ضوابط الإنفاق في سبيل الله
للتوصل لمعرفة أنواع الإنفاق في سبيل الله وهذا ما سنجده في موقع البوابة علينا معرفة بعض الضوابط التي تجعل العمل خالص لله وهي:
- الإخلاص: يعني أن ينقي العبد قلبه من كل تفاخر ورياء، ويجعل نفقته خالصة لوجه الله.
- عدم المن والأذى: يقصد بالمن هو التكلم أمام الناس بما أنفقت ابتغاء إعجاب الناس وكثرة التفاخر، وهو يفسد عبادة الإنفاق في سبيل الله.
- الأذى: يقصد بها التطاول بالسب والكلام الجارح على السائل، وأهانته والتقليل من شأنه.
- الإنفاق من المال الطيب: يجب أن يكون المال الذي تخرجه في سبيل الله من مالك الحلال، أو إذا كان طعامًا يكون من أفضل الطعام لديك، فلا نقلل من قيمة ما تخرجه لله.
- الاعتدال في الإنفاق: أن يكون الإنسان في منهج معتدل من الإنفاق فلا هو يصرف بإسراف فيتأذى دخله، ولا هو بخيل ويشعر دائمًا بالحرص.
فضل الإنفاق في سبيل الله
قبل معرفة أنواع الإنفاق في سبيل الله علينا معرفة فضل الإنفاق في سبيل الله وما يعود على المرء من خير وبركة وسعة رزق، فما أنفق شخص في سبيل الله إلا ورفع الله شأنه وأعلا مكانته وأعظم منزلته فعمله مبرور وسعيه مشكور وذنبه مغفور.
وتعود الصدقة على المنفق بالخير وخاصة إذا كانت في السر، وهنا تكتمل بها كافة أركان الإنفاق، ويجد المنفق سعة في عمله وهدوء ورضي في حياته، لأن الله قد وعد المنفقين بمكانة خاصة في الجنة.
عقاب الذين لا ينفقوا في سبيل الله
قبل ذكر أنواع الإنفاق في سبيل الله يلزم علينا معرفة عقاب الذين لا ينفقون في سبيل الله يجمعون المال ويخزنونه ولا يؤدون حق الله فيه وهو الزكاة، ولا يؤدون ما يجب عليهم من حقوق نحو غيرهم ومن عقابهم:
- يمحق الله البركة من رزقهم ولا يجعلهم يشعرون بها ولا في الأموال ولا الطعام.
- يرزقهم ذرية من الأبناء العاقين لحقوق والديهم.
- تكثر عليهم الديون للآخرين.
- كثرة المشاحنات مع من حولهم ويكونوا أشخاص غير محبوبين.
أنواع الإنفاق في سبيل الله
تعتبر أنواع الإنفاق في سبيل الله مختلفة الأوجه ومتعددة المصارف والأماكن، وسنذكر منها،
- بناء مساجد في الأماكن التي بها مساجد قديمة متهالكة.
- بناء مستشفيات للحالات الحرجة، كمستشفيات علاج السرطان.
- الإنفاق في مساعدة من ليس لهم دخل ثابت.
- مساعدة الفتيات الأيتام في متطلبات الزواج.
- بناء دور للأيتام المشردين، تكفل لهم حياة كريمة.
- كفالة الأمهات الأرامل الذين ليس لديهم عائل.
- طباعة الكتب الدينية باللغات المختلفة، حتى نتمكن من نشر الدين الإسلامي بالمعلومات الصحيحة.
أنواع الإنفاق في سبيل الله من القرآن الكريم
بعد أن ذكرنا أوجه الإنفاق في سبيل الله علينا أن نذكر فضل الإنفاق في سبيل الله من القرآن الكريم ونذكر منها:
قال تعالي: “للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربًا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافًا* وما تنفقوا من خير فان الله به عليم الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرًا وعلانية فلهم أجرًا عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون” سورة البقرة 273-274.
قال تعالي: “إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم”سورة التوبة60.
قال تعالي: “أرأيت الذي يكذب بالدين* فذلك الذي يدع اليتيم* ولا يحض على طعام المسكين”سورة الماعون1-3.
قال تعالى: “واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانًا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كام مختالا فخورا” سورة النساء 36.
قال الله تعالي: “مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم”البقرة261 .
قال تعالى: “ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فاتت أكلها ضعفين فان لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير” البقرة 265.
فقال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا إن كثيرًا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم” سورة التوبة 34.
الإنفاق في سبيل الله في السنة النبوية
بعدالتعرفعلىأنواعالإنفاقفيسبيلالله،نتجهللتعرفعلىالإنفاقفيالسنةالنبويةوالأحاديثالشريفة:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصدقة برهان” رواه مسلم.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق” رواه مسلم.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو” متفق عليه.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “داووا مرضاكم بالصدقة” صحيح جامع.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا معشر النساء تصدقن، فإني أُريتكن أكثر أهل النار” متفق عليه.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما نقصت صدقة من مال” متفق عليه، ويقصد هنا أن المال وإن نقص في العدد ولكن يزيد في البركة ويتضاعف الثواب.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصدقة تطفئ الخطيئة، كما يطفئ الماء النار” رواه البخاري، ويظهر هنا قصد النبي أن الصدقة تبعد عن الإنسان الشر الواقع عليه.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل” متفق عليه.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يصعد إلى الله إلا الطيب فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربى أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل” حديث صحيح.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس” رواه أحمد.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله” حديث صحيح.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “بينا رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتا في سحابة: اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته فقال له: يا عبد الله ما اسمك؟ قال: فلان. للاسم الذي سمع في السحابة فقال له: يا عبد الله لما سألتني عن اسمي؟ قال: إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: أسقى حديقة فلان لاسمك فما تصنع فيها. قال: أما إذ قُلتَ هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثُلثاً وأردُّ فيها ثلثه وفي رواية “وأجعلُ ثلثه في المساكين والسائلين وابن السبيل”.
