حكم الدم النازل قبل الإجهاض
توجد في عالم الطب الكثير من الأمور التي يفضل معها أن تسقط المرأة جنينها وتسأل نفسها كثيرًا عن حكم الدم النازل قبل الإجهاض أو بعده وهل تبطل به الوضوء والصلاة.
وهناك أحكام قد أجازها جمع من العلماء في هذا الأمر ولكن يتوقف ذلك على حالة الجنين والميعاد الذي تم فيه إجهاض الجنين فوفقا لذلك قد تكون المرأة نفساء أو مستحاضة.
حكم الدم النازل قبل الإجهاض
تمر المرأة الحامل خلال حملها بعدة أمور طبية تستوجب عليها إسقاط جنينها ربما يكون ذلك قبل مرور مدة ثلاث شهور من حملها أو ربما أكثر من ذلك وتكون دائما في حيرة من أمرها من ناحية مناسك الدين فهل يجوز لها أن تصلي أو تصوم وهل يصح لها مجامعة زوجها بعد الإجهاض أم تعتبر نفساء ولا يصح لها ذلك.
وسوف نبين لكم في هذا المقال على موقع البوابة حكم الدم النازل قبل الإجهاض أو بعده وهل تعتبر المرأة نفساء أم تأخذ حكم المرأة المستحاضة وذلك في السطور القادمة.
حكم الدم النازل قبل الإجهاض بسبب الحبوب الطبية
توجد بعض الحالات الطبية التي تستوجب إجراء إجهاض للسيدات مما يضطرها لأخذ عقاقير طبية خاصة بهذه الحالة قبل إجراء العملية وتتساءل معظم النساء عن حكم الدم النازل قبل الإجهاض وهل يبطل الصلاة والوضوء وغيرها أم لا وسوف نوضح ذلك فيما يلي:
إن استعمال حبوب الإجهاض يمكن أن يسبب بعض الاضطرابات التي تحدث للمرأة منها تقدم موعد الدورة الشهرية أو تأخرها عن ميعادها مما يسبب الحيرة لبعض السيدات من ناحية القيام بالفرائض الدينية كالصلاة والصوم وغيرها.
وقد ذهب بعض العلماء في بيان هذا الأمر إلى أنه على المرأة أن تنظر إلى الدم الذي يخرج منها بسبب هذه العقاقير الطبية الخاصة بالإجهاض.
إن كان يشبه دم الدورة الشهرية وله نفس الصفات كأن يكون غامق اللون، وذو رائحة في هذه الحالة يجب أن تتوقف عن الصلاة والصوم وغيرها من الأمور الدينية الأخرى.
لكن إذا كان الدم النازل من المرأة ذو لون احمر فاتح، ولا توجد رائحة كريهة له في هذه الحالة يعتبر نزيف، ويأخذ حكم الاستحاضة فيمكن أن تغتسل المرأة وتزيل عنها الدم وتقوم بالوضوء والصلاة بشكل طبيعي دون الحاجة إلى القلق من ذلك.
ومن الجدير بالذكر أن انقطاع الدورة الشهرية بسبب اتخاذ حبوب الإجهاض تعتبر المرأة فيه طاهرة وتوجب عليها الصلاة فإن حدث العكس ونزل دم الحيض بسبب هذه الحبوب فإنها تعتبر حائض وتبطل صلاتها، ولا يصح الجماع أيضًا في هذه الحالة.
حكم الدم النازل بعد إجهاض جنين عمره شهر
بعد أن بينا حكم الدم النازل قبل الإجهاض يجب معرفة أنه توجد حالات طبية كثيرة تضطر فيها المرأة الحامل أن تسقط الجنين بعد أن يمر شهر على حملها وبعد ذلك تريد أن تعود لحياتها الطبيعية وتقوم بالصلاة والصوم وغيرها ولكن تفكر دائمًا هل يصح ذلك أم لا يصح لها أن تصلي أو تصوم أو تجامع زوجها وسوف نبين ذلك فيما يلي:
وفقًا لقول أغلب العلماء في هذا الشأن أن نزول الدم بعد إسقاط جنين عمره شهر يعتبر استحاضة ولا يبطل الوضوء أو الصلاة بنزوله ويمكن للمرأة أن تغتسل وتقوم بالوضوء والصلاة وغيرها ولكن عليها أن تضع ما يمنع نزول الدم من موضعه خلال صلاتها.
بالإضافة إلى ذلك فيمكن لها مجامعة زوجها دون وجود أي أثم عليها وقد جاء ذلك وفقًا لما جاء في رواية البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: المستحاضة يأتيها زوجها إذا صلت، الصلاة أعظم.
لكن إذا كانت المرأة بعد إسقاط الجنين مستحاضة وتخللت فترة هذه الاستحاضة فترة الحيض المعتادة لها يجب عليها التوقف عن الصلاة والصوم والجماع وغيرها وذلك أن كانت عالمة بذلك أما أن كانت لا تعلم فلا أثم عليها.
وقد بين ذلك الشيخ النووي رحمه الله في شرح مسلم: “إن كان ناسيًا أو جاهلاً بوجود الحيض أو جاهلاً بتحريمه أو مكرهًا فلا إثم عليه ولا كفارة”.
حكم الدم النازل بعد إجهاض جنين عمره شهرين
بعد أن وضحنا حكم الدم النازل قبل الإجهاض يجب توضيح أنه إذا أسقطت المرأة الحامل جنين في شهرها الثاني من الحمل وكان دم محضًا فقط يسمى في هذه الحالة جنين وتأخذ حكم المرأة المستحاضة فيمكن لها أن تصلي أو تصوم ويحل لها زوجها أيضًا لأن الجنين لم يتخلق أو يصير له جسم أو يدين أو رجلين وغيرها من أعضاء الجسم.
فيعتبر ما ينزل منها هو دم فاسد وتأخذ حكم المرأة المستحاضة ولا تكون نفساء في هذه الحالة أما أن كان الجنين قد تعدى الثلاث شهور من الحمل وتشكل خلقه في هذه الحالة تعامل معاملة النفساء فلا يصح صلاتها أو صومها ولا يحل لها جماع زوجها.
وقد جاء في فتاوى الشيخ العثيمين ما يؤكد ذلك فقد قال: “ذا نزل الجنين فنزل الدم بعده فإن كان هذا الجنين تبين فيه خلق الإنسان فتبين يداه ورجلاه وبقية أعضائه فالدم دم نفاس لا تصلي المرأة أو تصوم حتى تطهر منه، وأن لم يتبين فيه خلق الإنسان فليس الدم دم نفاس فتصلي وتصوم إلا في الأيام التي توافق عادتها الشهرية، فإنها تجلس لا تصلي ولا تصوم حتى تنتهي أيام العادة”.
الأحكام المتعلقة بالسقط
بعد أن بينا حكم الدم النازل قبل الإجهاض يجب أن نبين الأحكام المتعلقة بإسقاط الجنين، والسقط هو أن تنزل المرأة حملها قبل أن يكتمل عليه ثلاث شهور وقبل أن يتشكل إنسان له هيئة كاملة مثل الأقدام واليدان والرأس وغيرها.
والسقط له حالتان أما أن يكون الجنين لم يتكون له لحم وفي هذه الحالة يأخذ حكم الدم الفاسد فتعتبر المرأة فيه مستحاضة فيعتبر كأي دم يخرج من عملية جراحية عادية فلا يبطل الوضوء أو الصلاة أو الجماع.
ويجوز لها القيام بجميع الأمور الدينية مثل الصلاة والصوم والوضوء ويحل لها جماع زوجها وغيرها بشرط أن تقوم بالتطهر وإزالة ما ينزل منها من دم ووضع خرقة أو لفافة لتقليل نزول الدم من موضعه إلى ملابسها.
أما أن كان الجنين قد تكون في هيئة أعضاء كاملة ويحدث ذلك غالبًا بعد مرور أول ثلاث شهور من حمل المرأة كأن يتكون له معظم الأعضاء الخارجية للجسم مثل اليد والرجل والرأس وباقي الجسم في هذه الحالة تعتبر المرأة نفساء وتأخذ حكمها.
وفي هذه الحالة يكون عليها الامتناع عن الصلاة أو الصوم ولا يحل لها زوجها إلى أن تطهر ولا يشترط في هذه الحالة أن تكمل أربعين يومًا ولكن تكون طاهرة حين ينتهي نزول الدم وتطهر منها فيحل لها كل شيء من صوم وصلاة ويحل لها معاشرة زوجها حتى أن انقطع الدم بعد عشرة أيام فقط وتطهرت منه فلا يكون عليها أثم في ذلك.
متى يكون الدم النازل نفاسًا
بعد أن تم توضيح حكم الدم النازل قبل الإجهاض يجب معرفة أن المرأة النفساء هي التي حملت حمل كامل وولدت طفل مكتمل المعالم في هيئة بشر ولا يجوز للمرأة في النفاس أن تصوم أو تصلي أو تحل لزوجها إلا بعد انقضاء أيام النفاس.
ولكن إذا أسقطت المرأة حملها قبل أن يمر عليه ثمانون يومًا من الحمل فلا تعتبر نفساء فقبل هذه الفترة لا يتكُون الجنين في لحم وعظام كجسم الإنسان.
ودليل ذلك ما جاء في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “ن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكًا فيؤمر بأربع كلمات ويقال له اكتب عمله ورزقه وأجله وشقي أو سعيد ثم ينفخ فيه الروح” رواه البخاري (3208).