الموسوعةإسلاميات

آيات العذاب في القرآن الكريم

آيات العذاب في القرآن الكريم

أرسل الله سبحانه وتعالى الرسل إلي أقوامهم لينذرونهم بلقاء ربهم وأرسلهم للتبشير وقد ذكر القرآن الكريم موقفهم من التصديق أو التكذيب بالرسل وعذابهم في آيات العذاب في القرآن الكريم.

فقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان لعبادته؛ فالدنيا دار اختبار من الله لعباده بالأوامر الشرعية والنواهي وكذلك القضاء والقدر ليميز الله الصادقين من الكاذبين ولهذا خلق الله الجنة للمؤمنين والنار للكافرين.

العذاب في القرآن الكريم

لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ليعبده في الأرض ويعمرها وبعث الله الرسل إلى أقوامهم ليسيروا وفق المنهج الشرعي الذي أنزله الله لهم من أوامر ونواهي لئلا يطغي الناس على بعضهم وينتشر الظلم، فمن آمن وصدق كانت له الجنة ومن كذب وكفر كانت له النار والعذاب.

وقد وصف الله نفسه سبحانه وتعالى بالرحمة فسبقت رحمته عذابه قال تعالى: “نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ” الحجر، فذكر آيات العذاب في القرآن الكريم يذكرنا بالخوف من الله والرجاء ويذكرنا بما أعده الله للصالحين في الآخرة.

استعجال العذاب

أرسل الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أرض الجزيرة العربية في وقت عم فيه الظلام وانتشرت الأوثان وطغى اليهود ولم يكن هناك إلا قلةً ممن هم على دين إبراهيم الحنيف فكانت رسالته هي الخاتمة ولم يرد الله تعجيل العذاب للأمة الإسلامية وجعل الاستغفار سبيلًا لذلك.

وحينما جهر الرسول بالإسلام وجد إعراضًا وإنكارًا من قومه بالله وتكبروا وتعجلوا العذاب فأنزل الله في آيات العذاب في القرآن الكريم استعجال أبو جهل العذاب قال تعالى: “اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ” الأنفال.

فاستعجل أبو جهل العذاب وأحذ يحرض الناس على محمد فناصره البعض وعذبوا المؤمنين فنزل القول فيهم جميعًا وهذا دليل على جهلهم وسوء تأدبهم مع الله الواحد الأحد فبدل أن يطلبوا الهداية من الله إلي الطريق المستقيم والحق، يتعجلون العذاب في الحياة الدنيا.

ويروى أن ابن عباس رضي الله عنه لقيه يهودي فسأله عن بلده فأخبره أنه من قريش فقال له: “أنت من القوم الذين لم يطلبوا الهداية إلى الحق، فهم جاهلون” لكن ابن عباس أفحمه حينما ذكر له حال اليهود بعد أن نجاهم الله من فرعون فهم يريدون من موسى أن يجعل لهم إلهًا غير الله.

أسباب العذاب

الأسباب التي تجلب العذاب وفقًا لما جاء في الشرع تنقسم إلي قسمين:

  • أسباب تجلب العذاب في الدنيا.
  • أسباب تجلب العذاب في القبر.

ومن الأسباب التي تجلب العذاب والخزي لصاحبها ما يلي:

تكذيب الرسل

فالقرآن الكريم وضح لنا حال الأمم السابقة التي حل بهم عذاب الله لتكذيب رسلهم مثل قوم فرعون حينما أرسل الله لهم موسى فكذبوه قال تعالى: “فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيات مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ” سورة الأعراف.

ترك الصلاة

فالصلاة هي أول ما يحاسب عليه العبد فإذا صحت صلاة العبد صح عمله فهي تطهر من الذنوب والآثام قال تعالى: “وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ” هود، والصلاة تنهى صاحبها عن الفواحش والمنكر.

عدم أداء الزكاة

فمن يمنع زكاته فهو متوعد بعذاب الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما منع قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين”، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن منع الزكاة من الأشياء المهلكة  فلولا البهائم ما نزل المطر، لذا حريٌ بالمسلم أن يؤدي حق الله من الزكاة.

ظهور الفواحش

ففي آيات العذاب في القرآن الكريم يتضح لنا عذاب الله لقوم لوطٍ بسبب ما اقترفوه من فواحش؛ فالفاحشة سبب لعذاب صاحبها في الدنيا إذا لم يتوب ويرجع إلى الله، وحينما تعم الفاحشة في قوم فإن الله يبتليهم بالعذاب والأمراض والموت جزاءً على أعمالهم وفحشهم.

أكل الربا

فالربا من الأشياء التي حرمها الله على أمة محمد وهي من الأشياء المانعة للبركة جالبة للفقر، قال تعالى: “يَمْحَقُ اللَّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ” البقرة، فالربا يجلب العذاب في الحياة الدنيا وفي الدار الآخرة، والآيات القرآنية تتوعد آكل الربا بالوعيد والعذاب الشديد.

أنواع العذاب

تتباين الذنوب في درجاتها طبقًا لما ينتج عنها من فسادٍ وكذلك تختلف عقوباتها وقد يستدرج الله صاحب الآثام بالنعم حتى إذا أخذه لم يمهله، وقد يعذبه الله في الآخرة وبالتالي قد يعجل الله العذاب أو يؤجله أو ينزل بصاحبه أو يحل على أمة إذا كان فيهم من رضي بأفعال الآخرين.

وقد بين لنا القرآن الكريم والسنة أنواعًا من العذاب نذكر منها على موقع البوابة ما يلي:

  • الهلاك العام للأمة حينما لا ينكرون الحرام ولا يحلون الحرام.
  • وقد جاء آيات العذاب في القرآن الكريم عذاب الله للأمم السابقة بالغرق والريح والطاعون والصيحة.
  • ومن أصناف العذاب عذاب القبر.

الدعاء عند آيات العذاب في القرآن الكريم

كان النبي عليه الصلاة والسلام عندما يمر بآيات العذاب يتعوذ، وعندما يمر بآيات الرحمة يسأل الله الرحمة، وهذا مستحب عندما تقرأ القرآن الكريم ولست بحاجة إلى إعادة البسملة أو الاستعاذة بعد الدعاء بل تكمل القراءة، ومستحب في صلاة النافلة، أما صلاة الفريضة فلم يرد فيها شيء.

آيات العذاب في القرآن الكريم

الآيات التي تناولت العذاب قال الله تعالى:

  • “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآياتنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً” النساء.
  • “وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” يونس.
  • “وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ” هود.
  • “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ{28} جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ” إبراهيم.
  • “وَمَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً” الإسراء.
  • “وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ{50} ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ” الأنفال.
  • “كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً{99} مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْراً{100} خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاء لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلاً” طه.
  • “وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى{124} قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً{125} قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آياتنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى” طه.
  • “وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً” النساء.
  • “إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ {29} يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَآ يأتيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون” يس.

الحكمة من آيات العذاب في القرآن الكريم والوعيد

من صفات الله العدل وقد حرم الله على نفسه الظلم وجعله محرمًا بين عباد، وهو ذكر النار والعذاب في القرآن الكريم ليعلم المؤمن قدر الله تعالى وعظمته ويراقب الله في السر والعلن في عبادته باتباع أوامره واجتناب نواهيه فيجتمع عنده الخوف والرجاء فتستقيم حياته وآخرته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى