الموسوعةإسلاميات

حديث عن الوفاء بالعهد والوعد في السنة النبوية

حديث عن الوفاء بالعهد

حثنا القرآن الكريم والسنة النبوية في حديث عن الوفاء بالعهد والتي اتبعناها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرورة الوفاء بالعهد وعدم الخيانة، فورد ذلك كثيرًا في سور القرآن وأحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.

أهمية الوفاء بالعهد

الوفاء هو صدق اللسان والفعل به، وهو يرتبط بالإنسانية، فمن فقد الوفاء بالعهد فقد إنسانيته، أمر الله عباده بالالتزام بالوفاء بالعهد، فجعله جزءً من الإيمان لكونه من أسباب التعاون بين الناس والتقارب بينهم، ولولاه لتنافر البشر عن بعضهم، ولذلك عظم الله تعالى من الوفاء بالعهد، فقال تعالى في الآية 40 من سورة البقرة: “وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ”.

حديث عن الوفاء بالعهد في القرآن الكريم

ولأهمية الوفاء بالعهد للإنسان، ورد في القرآن الكريم كثير من الآيات التي توضح ذلك وهذا ما اهتم به موقع البوابة من توضيحه كما يلي:

الوفاء بالعهد في سورة الإسراء
قال الله تعالى في الآية 34 من سورة الإسراء: “وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مسئولاً”.

قال الطبري في تفسير هذه الآية: “وأوفوا بالعقد الذي تعاقدون الناس في الصلح بين أهل الحرب والإسلام، وفيما بينكم أيضًا، والبيوع والأشربة والإيجارات، وغير ذلك من العقود إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مسئولاً “، ويقول: إن الله جلَّ ثناؤه سائلٌ ناقضَ العهد، عن نقضه إياه، يقول: “فلا تنقضوا العهود الجائزة بينكم، وبين من عاهدتموه أيها الناس فتخفروه، وتغدروا بمن أعطيتموه ذلك. وإنما عنى بذلك أنَّ العهد كان مطلوبًا”.

الوفاء بالعهد في سورة الرعد

قال الله تعالى في الآيات 19-20 من سورة الرعد: “أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ”.

قال الشوكاني في تفسير هذه الآية: “أي بما عقدوه من العهود فيما بينهم وبين ربهم، أو فيما بينهم وبين العباد وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ”، الذي وثقوه على أنفسهم، وأكدوه بالأيمان ونحوها، وهذا تعميم بعد التخصيص؛ لأنه يدخل تحت الميثاق كل ما أوجبه العبد على نفسه، كالنذور ونحوها.

حديث عن الوفاء بالعهد في السنة النبوية

وردت كثير من الأحاديث التي تأمر بالوفاء بالعهد، منها:
عن سليم بن عامر قال: كان بين معاوية، وبين الروم عهد، وكان يسير نحو بلادهم، حتى إذا انقضى العهد غزاهم، فجاء رجل على فرس أو برذون، وهو يقول: الله أكبر، الله أكبر، وفاء لا غدر. فنظروا فإذا عمرو بن عبسة، فأرسل إليه معاوية فسأله، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشد عقدة، ولا يحلها حتى ينقضي أمدها، أو ينبذ إليهم على سواء”.فرجع معاوية. رواه أبو داوود، والترمذي وأحمد.

وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلَّى الصبح، فهو في ذمة الله، فلا تخفروا الله في عهده، فمن قتله، طلبه الله حتى يكبَّه في النار على وجهه”. رواه ابن ماجه.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أربعٌ من كنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهنَّ، كانت فيه خصلةٌ من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر”. رواه البخاري ومسلم.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا جمع الله بين الأولين والآخرين يوم القيامة، يُرفع لكلِّ غادرٍ لواءٌ، فيقال: هذه غدرة فلان بن فلان”. رواه مسلم.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن خيار عباد الله الموفون المطيبون”. رواه أحمد.

عن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي ربيعة عن أبيه عن جده قال: “استقرض مني النبي صلى الله عليه وسلم أربعين ألفًا، فجاءه مال فدفعه إلي، وقال:” بارك الله لك في أهلك ومالك، إنما جزاء السلف الحمد والأداء”. رواه النسائي.

أقوال السلف عن الوفاء بالعهد والوعد

قال الأحنف: “لا صديق لملولٍ، ولا وفاء لكذوبٍ، ولا راحة لحسودٍ، ولا مروءة لبخيلٍ، ولا سؤدد لسيئ الخلق”.

وعن الأصمعي قال: “إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل ووفاء عهده، فانظر إلى حنينه إلى أوطانه، وتشوُّقه إلى إخوانه، وبكائه على ما مضى من زمانه”.

وقال ابن مفلح: “كان يقال: كما يُتوخَّى للوديعة، أهل الأمانة والثقة، كذلك ينبغي أن يتوخَّى بالمعروف، أهل الوفاء والشكر”.

وقال الحريري: “تعامل القرن الأول فيما بينهم بالدين زمانًا طويلًا حتى رقَّ الدين، ثم تعامل القرن الثاني بالوفاء حتى ذهب الوفاء، ثم تعامل القرن الثالث بالمروءة حتى ذهبت المروءة، ثم تعامل القرن الرابع بالحياء حتى ذهب الحياء، ثم صار الناس يتعاملون بالرغبة والرهبة”.

وقال بعض الحكماء: “من لم يفِ للإخوان، كان مغموز النسب”.

وقال ابن حزم: “إنَّ من حميد الغرائز وكريم الشيم وفاضل الأخلاق… الوفاء؛ وإنَّه لمن أقوى الدلائل وأوضح البراهين على طيب الأصل وشرف العنصر، وهو يتفاضل بالتفاضل اللازم للمخلوقات… وأول مراتب الوفاء أن يفي الإنسان لمن يفي له، وهذا فرض لازم وحق واجب.. لا يحول عنه إلا خبيث المحتد، لا خلاق له ولا خير عنده”.

وقال أيضًا: “الوفاء مركب من العدل، والجود، والنجدة؛ لأنَّ الوفي رأى من الجور أن لا يقارض من وثق به، أو من أحسن إليه؛ فعدل في ذلك، ورأى أن يسمح بعاجل يقتضيه له عدم الوفاء من الحظ؛ فجاد في ذلك، ورأى أن يتجلَّد لما يتوقَّع من عاقبة الوفاء؛ فشجع في ذلك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى