القناة المتفردة بعدة إنجازات إعلامية وصاحبة جائزة “الحريات الأربع” قناة السي أن أن التي تفردت بتغطيتها المباشرة المميزة لكافة الأحداث والأخبار المحلية والعالمية، استطاعت أن تكسر حاجز الزمن لتواصل بثها للأخبار على مدى ٢٤ ساعة، معلومات أكثر حول تأسيس هذه القناة ونشأتها وماحققته من إنجازات تجدها ضمن مقالنا التالي.
نشأة ال سي أن أن
يعود فضل نشأة القناة لرجل أعمال أمريكي يدعى تيد تيرنر المعروف بملكيته للعديد من الشركات والمؤسسات الإعلامية، فقد خطا تيرنر خطوة جريئة باتخاذه قرار إطلاق المحطة خلال عام ١٩٨٠م مغامراً بمبلغ قدره ٢٠ مليون دولار، في سبيل تحقيق هدفه الإعلامي بتغطية وبث الأخبار بشكل متواصل ومستمر لمدة ٢٤ ساعة، بدايته تمثلت بتوزيع عدد من المكاتب في عدة مدن أمريكية.
فريق متكامل
تتفرد سي أن أن بنسبة مشاهدات عالية جداً، ويتكون فريق عملها من آلاف الأشخاص، لديها خمسون مكتباً من بينها مكاتب دولية لتغطية كافة الأخبار الدولية والأحداث العالمية، مقرها الأساسي للتخطيط ضمن ولاية جورجيا في أطلنطا، وتعرض برامجها الإخبارية عبر استوديوهاتها الموزعة في لوس أنجلوس ونيويورك إضافة لواشنطن.
قنواتها
لمحطة سي أن أن عدد كبير من القنوات بلغات مختلفة منها الأجنبية والمحلية، بعض منها متخصص، كما تمكنت من طرح شبكتين إذاعيتين إضافة لعدد من المواقع الإخبارية عبر الانترنت، أحد هذه المواقع يبث باللغة العربية، وكما سلف وذكرنا فإن محطة السي ان ان تتمتع بنسب مشاهدات عالية تصل إلى أكثر من مليار ونصف متابع حول العالم.
من أكثر قنوات المحطة المتخصصة أهمية لدينا قناة سي ان ان الدولية التي انطلقت بعام ١٩٨٥ لتغطي الأخبار العالمية، وقناة سي أن أن هيدلاين نيوز خلال عام ١٩٨٢ وهي الشبكة الإخبارية الأساسية، إضافة لقنوات سي أن أن بلاس وسي أن أن الإسبانية وسي أن أن طقس، مع قناة سي أن أن التركية المنطلقة بعام ١٩٨٢م، كما للمحطة قنوات متخصصة لآسيا كـ سي أن أن فلبين، فضلاً عن قناتها المتميزة التي أطلقتها بعام ١٩٩١م وهي كورت تي في.
والجدير بالذكر أن هناك قناتان لاتقلان أهمية عما سبق، متخصصتان بالأحداث والأخبار الأمريكية، وهما محطتا “سي ان ان إس آي” و “سي ان ان إف أن” اللتين انطلقتا خلال عام ١٩٩٥م إلا أنهما لم يستمرا طويلاً فقد تم إيقافها خلال عامي ٢٠٠٢و٢٠٠٤م نتيجة للمنافسة الكبيرة التي تعرضت لها من قبل المحطات الأمريكية المحلية، كما تم إيقاف “سي ان ان سبورتس أليوستراتد” أيضاً في سنة ٢٠٠٢م.
أفلام عن كرة القدم.. حقائق وفضائح كشفتها السينما
إنجازات تاريخية
تفردت شبكة السي ان ان ببثها المباشر لإطلاق “تشالنجر” المركبة الفضائية التي تعرضت لحادث مأساوي تاريخي فقد تدمرت بعد إطلاقها بثلاثة وخمسين ثانية ما أسفر عن وفاة سبعة من روادها خلال عام ١٩٨٦م.
حققت الشبكة العالمية نجاحاً باهراً عبر بثها المباشر لمجريات حرب الخليج في الكويت خلال سنة ١٩٩١م، فقد تفوقت بذلك على قنوات “الثلاث الكبار” في أمريكا وهي سي بي أس، أي بي سي، إضافة لقناة أن بي سي، فرغم قوة هذه المحطات وهيمنتها على الساحة الإعلامية الأمريكية إلا أن السي ان ان استطاعت تحطيم هذه الهيمنة بتفردها بتلك التغطية المباشر التي تناقلتها محطات عالمية مختلفة.
سبق بالبث المباشر
حصدت المحطة أيضاً سبقاً بالبث المباشر لأحداث وأخبار هجمات أيلول ٢٠٠١م التي استهدفت برجين للتجارة العالمية في نيويورك، حيث تفردت بشريطها الإخباري لبث كافة الأخبار المتوالية في ذلك اليوم المشؤوم، لتواكب بعد ذلك غالبية المحطات الإخبارية حول العالم ركب تقدم السي أن أن وتضع شريطا إخبارياً أسفل الشاشة ليكون تقليداً رئيسياً.
نالت اهتمام سياسيي أمريكا بعد تغطيتها المباشرة لحرب الأمريكيين الفاشلة مع قوات صومالية مسلحة بمنطقة مقديشيو خلال عام ١٩٩٣م، فقد كان لهذه الشبكة الإعلامية تأثير فاعل وقوي على السياسيين الأميريكيين، وهذا ما وصفته الأبحاث الإعلامية ودراسات العلوم السياسية “بتأثير سي أن أن”.
أسماء إعلامية عملاقة
شهدت القناة احترافاً مميزاً في التقديم والعمل الإعلامي كونها ضمت العديد من الصحفيين والإعلاميين المحترفين وذوي الخبرة الواسعة في مختلف المحطات الأمريكية والعالمية، نذكر منهم جيمس أكوستا، وكريستيان أمانبور، وماري سنو إضافة لكل من شهيرة أمين ولاري كينغ وريك سانشيز إلى جانب باربرا ستار ودانييل سيبرغ وغيرهم من الأسماء الإعلامية اللامعة عالمياً.
خاتمة
تعتبر قناة سي أن أن الأمريكية من أكثر المحطات العالمية شهرة وتأثيراً عبر ماتقدمه من بث مستمر لكافة مجريات الأحداث العالمية وأحدث الأخبار الدولية، محققة قفزة نوعية في مجال التغطية الإخبارية التلفزيونية والبث المتواصل حتى ٢٤ساعة، لتعتلي بذلك عرش التميز وتكون قدوة للعديد من المحطات الإخبارية العالمية.
