يلعب أعيان ومثقفي محافظة تربة، من رجال ونساء، دورًا حيويًا في تعزيز التنمية الزراعية المستدامة ودعم الاقتصاد المحلي. إذ يسهم المعلمون، الطلاب، رجال الأعمال، والأعيان من الأهالي في تشكيل منظومة متكاملة تحقق استدامة الموارد وتدعم تطور المجتمع المحلي عبر الأجيال.
يؤدي المعلمون من الأهالي دورًا محوريًا في توجيه الأجيال نحو الاهتمام بالزراعة كمجال حيوي يساهم في استدامة الاقتصاد المحلي. من خلال المناهج والنشاطات العملية، ينقلون المعرفة الزراعية إلى الطلاب، ويشجعونهم على تبني تقنيات حديثة، مثل الزراعة العضوية والري بالتنقيط. كذلك، ينظم المعلمون ورش عمل ودورات تدريبية حول أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية، كالمياه والتربة، مما يعزز الوعي البيئي في المجتمع.
أما الطلاب، فيعدّون سفراءً للتغيير في أسرهم ومجتمعاتهم، حيث يطبقون ما يتعلمونه من مفاهيم زراعية حديثة في مشاريع مدرسية ومجتمعية. هذه الأنشطة تزودهم بمهارات عملية تُساهم في تطوير قدراتهم الزراعية على المدى الطويل وتزيد من وعيهم بأهمية الزراعة في بناء مستقبل مستدام لمحافظتهم.
يلعب رجال الأعمال والأعيان من الأهالي دورًا كبيرًا في دعم التنمية الزراعية عبر الاستثمار المالي وتبني التكنولوجيا الحديثة. يسهم رجال الأعمال في إنشاء مشاريع زراعية مبتكرة، مثل مزارع النخيل وإنتاج التمور، مما يحسن الإنتاج ويوفر فرص عمل لأفراد المجتمع. كما يساهمون في تأسيس تعاونيات زراعية وشركات تسويق تدعم المزارعين في الوصول إلى الأسواق المحلية والإقليمية، مما يحقق لهم عوائد اقتصادية أكبر.
من جانبهم، يضطلع الأعيان بدور اجتماعي وثقافي في تعزيز الاهتمام بالزراعة بين الشباب والفتيات. بفضل تأثيرهم المجتمعي، يمكنهم تنظيم فعاليات ومؤتمرات تسلط الضوء على قضايا الزراعة والتنمية الريفية، مما يساهم في تبادل الخبرات وتحفيز الأجيال الشابة على المشاركة الفاعلة في هذا القطاع.
إن التناغم بين أدوار المعلمين، الطلاب، رجال الأعمال، والأعيان يعزز التنمية الزراعية المستدامة في تربة. من خلال هذا التعاون، تتحقق استدامة الموارد، تُخلق فرص عمل، ويتعزز وعي الأفراد بأهمية الزراعة كمصدر رئيسي للدخل. هذا التكامل بين جميع أفراد المجتمع يسهم في تحقيق نهضة اقتصادية واجتماعية تضمن مستقبلًا مشرقًا للمحافظة وأهلها.