إسلامياتالموسوعة

ما هي السورة التي تجلب الزواج ؟

السورة التي تجلب الزواج

قد ينخدع البعض بما يتردد بأن هناك سور معينة للزواج أو للإنجاب، وتجدهم يتساءلون عن السورة التي تجلب الزواج، وخاصةً من تأخر زواجهم ويسعون إلى الزواج ولكن لم يتيسر الأمر بعد.

ولكن لا يُنال ما عند الله إلا برضا الله تعالى، فعلى الإنسان أن يتبع النهج النبوي للحصول على ما يتمناه، فكان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو الله تعالى دائمًا.

علاقة الدعاء بالزواج

قد تجد من تأخر بهم الزواج يتأثرون بأي أمر يتعلق بسرعة الزواج، فتجدهم ينساقون وراء من يقول بأن هناك سور تجلب الزواج، وتجدهم يُسارعون بالبحث عن السورة التي تجلب الزواج، ولكن على المرء أن يُرجع الأمر إلى حكمه الشرعي.

فمن تمعن في أمور الدين وجد أنه ليس هناك سور مخصصة للقيام بأمور معينة كالزواج أو الإنجاب أو غيرها من الأمور، ولكن المشروع هو الدعاء، فالدعاء له التأثير القوي على تحقيق مطالب العباد، وكما قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”.

ويستطيع المسلم أن يدعو بما شاء من الأمور الدنيوية والأخروية، كما جاء عن النبي صلَّ الله عليه وسلم: “ثم ليتخير من المسألة ما شاء”.

وعليه فمن المشروع الدعاء على وجه الإطلاق، ولا يكون الإنسان مقيد بنص معين في الدعاء، كما قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: “ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأله شسع نعليه”.

وعليه فإنه يُمكن القول لمن يبحث عن السورة التي تجلب الزواج بأنه ليس هناك سورة من القرآن الكريم مخصصة عند قراءتها تجلب الزواج، ولكن المشروع هو الدعاء من خيري الدنيا والآخرة، واستجلاب الرزق من الله تعالى، ولا شك أن الزواج من الرزق الذي يمنَّ الله تعالى به على العبد.

الأدعية المخصصة للدعاء بالزواج وحكم الشرع بها

هناك من يتساءل هل هناك أدعية معينة أدعو بها للزواج؟ أو ما هي السورة التي تجلب الزواج من القرآن الكريم لأقوم بقراءتها؟

ولكن الحكم الشرعي في هذه المسألة أنه ليس هناك أدعية مخصصة بعينها لهذه الأمور، ولكن الوارد عن النبي صلَّ الله عليه وسلم أنه كان يطلب التوفيق والعون من الله تعالى بالأدعية، كتيسير الحال وغيره كما هو ورد عنه صلَّ الله عليه وسلم: “اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلًا وأنت تجعل الحزن سهلًا إن شئت”.

وكما جاء عنه صلوات ربي وسلامه عليه: “ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين”.

الأمور المعينة على تيسير الزواج

مما لا شك فيه أن ما عند الله تعالى يُنال برضا الله تعالى، ورضاه سبحانه في اتباع ما أمرنا الله تعالى به، وما جاء به النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه.

ومن ظن بأن هناك سور من القرآن الكريم تجلب الزواج، ويبحث عن السورة التي تجلب الزواج ليل نهار، فهو خاطئ، لأنه لا توجد سور معينة من القرآن الكريم، أو حتى نص معين من نصوص الأدعية تجعل قارئها يأخذ مطلبه الذي يدعو به من الزواج.

ولكن هناك أمور عامة علمنا إياها النبي صلَّ الله عليه وسلم من شأنها تجعل المسلم يحصل على مراده سواء كان الزواج أو غيره من الأمور.

فعلى المسلم أن يتقي الله تعالى وأن يبتعد عن محدثات الأمور وأن يسير على النهج النبوي الشريف في كل شيء، كما قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: “أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ”.

وعلى المسلم كلك تحري أوقات الإجابة والإلحاح على الله تعالى فيها بالدعاء لله تعالى بتيسير الزواج من الأمور المعينة على الزواج.

ما هي الشروط الواجب توافرها لقبول الدعاء ؟

على المسلم أن يكون حريص على معرفة الأمور الواجبة والشروط اللازمة لتحقيق الدعاء بصورته الصحيحة، ومن ثم حصوله على مراده من الدعاء لله تعالى.

ويجب أن يكون على علم بأنه ليس هناك آيات معينة أو أدعية معينة مخصوصة يقولها من أراد أن يتزوج، أو أن يبحث عن السورة التي تجلب الزواج، يجب أن يكون على وعي أعلى من ذلك، ولكن بتحقيقه شروط الدعاء لله تعالى، مع تيقنه باستجابة الدعاء من الله تعالى بحسن ظنه في الله فليكن على إيمان كامل بأن الله تعالى حيي من أن يرد يد عبده صفرًا.

ومن هذه الشروط ما يلي:

الدعاء لله تعالى وحده لا شريك له بالصدق والإخلاص، حيث أن الله تعالى قال: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ”، وكما جاء في الحديث القدسي: “من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه”.

أن يكون دعاء العبد بعيد عن الإثم أو قطيعة الرحم، كما علمنا رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه حيث قال: “ستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت، وقد دعوت فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء”.

الدعاء باستحضار القلب، مع اليقين بأن الله تعالى قادر على إجابة دعائي، حيث قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه”.

وعليه فإن موقع البوابة يُقدم لمتابعيه الحكم الشرعي في السور المخصصة والأدعية المخصصة لأمور بعينها، لإفادة المتابعين بما فيه الخير لهم في دينهم ودنياهم.

مشروعية الزواج في الإسلام

الزواج من الأمور التي حث عليها الشرع، فهي من أعظم النعم التي منَّ الله تعالى بها على عباده، كما أنها آية من الآيات العظيمة لله تعالى حيث قال تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون”.

وهناك العديد من الفوائد للزواج سواء كانت في الأمور الدينية أو الدنيوية ومنها:

  • أن الزواج سبب لإكثار نسل الأمة الإسلامية، وبالتالي تزداد عزتها فقال الرسول صلَّ الله عليه وسلم: “تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ”.
  • الزواج حصن للرجل والمرأة، حيث قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: “يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ”.
  • الزواج فيه مودة ورحمة وسكينة.
  • الزواج فيه السعادة والطاعة، والإعانة على الخير.
  • الزواج يجلب الرزق والخير الكثير والغنى كما قال تعالى: “وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ”.

وعليه فعلى المسلم ألا يبحث عن السورة التي تجلب الزواج، ولكن عليه أن ينتهج النهج النبوي الشريف في طلب الرزق من الله تعالى باعتبار أن الزواج من رزق الله تعالى على العبد.

ما هي الرسائل المكذوبة والمنسوبة إلى الرسول الكريم ؟

هناك بعض الرسائل التي قد يتم تداولها بين الناس وخاصة على وسائل الإنترنت من أن هناك بعض السور التي لها فوائد وتقوم بعمل أمور.

من هذه الرسائل أن سورة المزمل لحل المشاكل الزوجية، وسورة الأنبياء للذرية، وسورة العاديات لسد الديون، وسورة الواقعة للرزق، وأن السورة التي تجلب الزواج هي سورة الحج، وغيرها من الرسائل المكذوبة التي لا أصل لها من الشرع.

ونقول بأن هذه الأمور من البدع التي تم استحداثها، حيث يتم تخصيص سور أو آيات معينة في القرآن الكريم لحل مشكلات أو علاج أمراض أو غيرها من الأمور.

 وبما أنه ليس هناك نص شرعي من الدين يدل على ذلك فإن أبلغ رد عليهم هو قول النبي صلَّ الله عليه وسلم: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى