هل يجوز قول اللهم انك عفو كريم تحب العفو
هل يجوز قول اللهم انك عفو كريم تحب العفو
هل يجوز قول اللهم انك عفو كريم تحب العفو؟ فإن لفظة كريم ذكرت في سنن الترمذي في حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت: قلت يا رسول الله: أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني.
وقد كثر ذكر بعض العلماء لها في كتبهم الفقهية, وفي كتب الأذكار, وقد روى الحديث الإمام أحمد, والنسائي, وابن ماجه, والحاكم, وابن السني, والبغوي, وأبو يعلي, والبيهقي, ولم يذكروا هذه اللفظة، وقد نقل الحديث عن الترمذي جمع من أهل العلم, منهم النووي, وابن تيمية, وابن القيم, وابن حجر, وابن كثير, ولم يذكروها, وقد نبه الألباني على كونها مدرجة من بعض النساخ, فقال في السلسلة الصحيحة: (تنبيه): وقع في سنن الترمذي بعد قوله: “عفو” زيادة: “كريم” ولا أصل لها في شيء من المصادر المتقدمة، ولا في غيرها ممن نقل عنها، فالظاهر أنها مدرجة من بعض الناسخين أو الطابعين؛ فإنها لم ترد في الطبعة الهندية من سنن الترمذي التي عليها شرح تحفة الأحوذي للمباركفوري (4/ 264)، ولا في غيرها, وإن مما يؤكد ذلك: أن النسائي في بعض رواياته أخرجه من الطريق التي أخرجها الترمذي، كلاهما عن شيخهما قتيبة بن سعيد بإسناده دون الزيادة, وكذلك وقعت هذه الزيادة في رسالة أخينا الفاضل علي الحلبي: مهذب عمل اليوم والليلة لابن السني (95/202)، وليست عند ابن السني؛ لأنه رواه عن شيخه النسائي – كما تقدم – عن قتيبة، ثم عزاه للترمذي وغيره, ولقد كان اللائق بفن التخريج أن توضع الزيادة بين معكوفتين كما هو المعروف اليوم []، وينبه أنها من أفراد الترمذي, وأما التحقيق فيقتضي عدم ذكرها مطلقًا؛ إلا لبيان أنه لا أصل لها، فاقتضى التنبيه والله اعلي واعلم وسنعرض في هذا المقال ايضا شرخ للدعاء عبر موقع البوابة
معنى دعاء “اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني”
معنى العفوّ
العفوّ هو الاسم السادس والستون من أسماء الله الحسنى، وهو مشتق من كلمة “العَفْو”، ومعناها العقد لتناول الشيء، وقد ورد هذا الاسم في العديد من الآيات الكريم، منها قوله تعالى: {فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً} [سورة النّساء:43]، والأصل من هذه هو المحو والطمس، وهي من صيغ المبالغة التي تأتي على وزن “فعول”، وفي الحديث الشريف يُقصد بها عفو الإنسان من ذنوبه مهما كان شأنها، وهي بمعنى سعة صفح الله تعالى عن تلك الذنوب إذا تاب وأناب ورجع إلى ربه سائلاً العفو والصفح والغفران.
معنى الكريم
الكريم أيضاً أحد أسماء الله الحُسنى، وورد في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [سورة الإنفطار:6]، إلى جانب آيات أخرى من كتابه عز وجل، ومعناها كثير الخير، عظيم النفع، وفي هذا الحديث النبوي علّم الرسول المسلمين هذا الدعاء دون غيره لتكراره في هذه الليلة المباركة، ليلة القدر، تشجيعاً لهم على طلب العفو من الله الكريم على عباده بعفوه وتجاوزه عن ذنوبهم وترك العقاب له وحده لا شريك له، وفي ذلك توسّل وتضرع له تعالى باسمين كريمين قبل سؤاله له لإعطاء المرجوّ منه.
معنى تحب العفو
يدل هذا الحديث النبوي الشريف دلالة واضحة على أن العفو هو سؤال الله ليتجاوز عن الذنب، وقد يكون بعد العقوبة أو قبلها، وذلك بخلاف المغفرة، ولقوله المصطفى: “تحب العفو”…؛ أي أنه الله تعالى يحب من عباده أن يعبدوه ويتضرعون له بأسمائه الحُسنى، والعمل بمقتضاها ومضمونها؛ ذلك لأن ترك العقاب على الذنوب يجعل العبد يأمن من إنزال المصائب والشدائد في الحياة الدنيا، أما في الآخرة فإنه يترتب على سؤال الله العفو حُسن الجزاء لدخول النعيم.
شاهد ايضا : اسباب الاسهال في رمضان
الحكمة من دعاء “اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني”
تتلخص الحكمة من هذا الدعاء في ليلة القدر على تخصيص واحد من أسماء الله الحُسنى، وهو العفوّ، بالدعاء فيه تأكيداً على المكانة العظيمة والمباركة لليلة القدر، التي يعفو الله فيها عن عباده، كما أنه يحث العبد على الإحساس بذنوبه والاعتراف بها وبأخطائه، ما يجعله متضرعاً خاشياً من الله وعظيم قدرته وطلب العفو منه، فضلاً عن قوة استشعار المؤمن وحسن ظنه بالله عز وجل ليغمر قلبه بالطمأنينة بعد الرجاء، وفي تكرار الدعاء صورة من من صورة افتقاره لربه، وتذللاً بين يديه مُتعلقاً بمرضاته سبحانه العظيم.